ملكــــــوت الله
ويحتل موضوع ملكــــوت الله في العهدين " القديـم و الجديـد " مركزاً أساسياً. ويأخذ موضوع الملك البشري في النمو، انطلاقاً من اختبار بني إسرائيل، و يعمل أخيراً على توضيح مُلك يسوع المسيح . و لكن ، في كلا الحالتين ، يطرأ على هذه الإيديولوجية تطهير جذري يجعلها متجانسة مع الوحي بالإله الواحد. ( 1 )
في العهد القديم لا يدخل نظام الملكية ضمن النظم الأساسية لشعب الله ، فالملكية كانت موجودة في كنعان منذ عصر رؤساء الآباء " تكوين 20 " ، و لكن عندما ألقى إسرائيل على إلهه التصور الملكي ، لم يستطيع رؤيته بالشكل البشري " يملك الله على إسرائيل " ( قضاة 8 : 23 ، 1صموئيل 8 : 7 ) بموجب العهد ، و لكن لا يوجد هذا الملك بالصورة البشرية يُجسد حضوره و يظهر وسط شعبه .
و في العهد الجديد ترتكز رسالــة العهـد الجديــد حول موضوع واحد أساسي ألا و هو موضوع ملكوت الله . أما موضوع الملكية الذي يمدّ جذوره في اختبار بني إسرائيل و يقوم أساسه على المواعيد و العهود ، فأنه يساعد على توضيح دور يسوع بصفته المؤسس البشري للملكوت . إلا انه لكي يتخذ مكانه في التدبير الإلهي للخلاص ، فأنه يتجرد من كل سماته الملكية .
العهد القديم :
إن فكـرة يهـوه ( الملك ) لا تظهر منذ بدايــة العهد القديم ، فإله إبراهيم و يعقوب و اسحق ليس له ملامح إلهية ملكية واضحة . إنما هذه الفكرة نجدها بوضوح بعد خروج بني إسرائيل من مصر و استقرارهم في كنعان و نجدها اكثر عند الأنبياء " أن يهوه يملك الى الأبد خر 15 : 18 ( في السماء و على الأرض ، و في الكون الذي خلقه " مز 93 : 1 – 2 " ، انه يملك على كل الأمم ، إلا أن بين هذه الأمم شعباً اختاره يهوه .. انه شعب إسرائيل ، بموجب العهد بينه و بينهم . فهو يظهر بشكل خاص في إسرائيل ، مملكته ، و منه يباركهم و يحميهم ، و يجمعهم كما يجمع الراعي قطيعه .
العهد الجديد : " الملكوت Royaume من خلال الأمثال "
للأمثال مكان كبير في تعاليم يسوع المسيح في العهد الجديد ، فلقد استخدمها كثيراً ليس لتوضيح تعاليمه و إنما لُيبسط للجميع بكافة الأعمار و المستويات و بطريقة غير مباشرة " من هو الله " و يتحدث عنه و عن ملكوته بشكل يوضح به مدى حب الله لنا و غفرانه المستمر لنا . لذلك فالمثل الذي استخدمه المسيح ليس مجرد حوار ، إنما طريقة خاصة للإعلان بطريق مباشر و غير مباشر عن الله ، فهو مثل بسيط يكمن بداخله تعليم لاهوتي .
يقوم المثل بدفع السامع الى التركيز على ذاته و يدفعه كليتاً الى الهدف الذي يخصه و الذي يصبح بدوره هدف وجوده و حياته و هو الهدف الأول و الأخير الذي يسعى إليه في حياته . فالمثل سواء المسموع أو المقروء له قوة جذب خاصة به تجذب الإنسان ليركز فيما يشير إليه المثل بالنسبة له .
يُخصص يسوع لملكوت الله المكان الأول في بشارته ، حيث أن ملكوت الله حقيقة سرية لا يستطيع أن يُطلعنا على طبيعتها إلا يسوع وحده .
** طبيعة الملكوت :
- مت 13 : 24 – 30 : في هذا المثل نجد يسوع يشبه الناس بأنهم مثل الحنطة و الزوان يتركهما الــــزارع ينميان مع بعضهما ثم يفصلهما ، يحرق الزوان و يَخزن الحنطة . هكذا عند انقضاء الدهر سينفصل الأبرار عن الأشرار ، كل منهما بمكان .
- مت 13 : 47 – 50 : هنا نجد يسوع يشبه الملكوت كأنها شبكة مطروحة في البحر تجمع كل الأنواع بداخلها و لكنها عندما تخرج من البحر تفرز و ترمى الأنواع الرديئة منها ، هكذا الملكوت عند انقضاء الدهر ستفرز الناس الأبرار من الأشرار الذين يُلقون في النار .
- مت 22 : 1 – 9 : شبه يسوع هنا الملكوت بملك يدعو الجميع لعرس ابنه و أرسل عبيداً كثيرين يدعون الناس للحضور و لم يأتي أحداً فأرسلهم مرة أخري للطرق لكي يأتوا بكل من يجدوه و لكن كان من بينهم واحداً لم يلبس لباس العرس فألقوه خارجاً لأنه غير مستحق . هكذا ستكون الملكوت للمستحقين فقط .
- مت 25 : 31 – 46 : يقول يسوع هنا أنه عندما يأتي في المجيء الثاني سيكون الأبرار على يمينه دائماً و الأشرار الذين على يساره يُلقون في النار .
- مر 4 : 26 – 29 : هنا نجد يسوع يقول لنا إذا عملنا كل ما علينا فالملكوت تأتى و نكون مستحقين لها و نجدها .
* يدعو القديس متى هذا الملكوت " ملكوت السماوات " ، و يدعوه مرقس " ملكوت الله " ، و تؤدي العبارتان نفس المعنى الواحد . فيسوع في الأمثال يدعو الى ملكوت الله التي تكون للأبرار المختارين الذين يتحملون أي شئ في سبيل دخول الملكـــوت و هم المُستعدين للحياة على يمين يسوع المسيح الذي يضاف اسمه في الأمثال إلى ملكوت الله . لتكون البشارة بالملكوت كاملة بالأيمان بيسوع المسيح ابن الله . **
بدء الملكوت و انتشاره :
- مت 13 : 31 – 32 : هنا يشبه يسوع بأن الملكوت تشبه حبة الخردل بداخلنا ، فحبة الخردل اصغر بذرة لكنها تعطي شجرة كبيرة . هكذا الملكوت تبدأ بداخلنا صغيرة و تكبر كلما اعتنينا بها و أخلصنا لها .
- مت 13 : 33 : هنا يشبه يسوع الملكوت بالخميرة التي تختمر طالما العجين مكتمل و جيد ، هكذا الملكوت تنمو فينا كلما نمونا بها و كبرت بأيماننـا
- مت 20 : 1 – 16 : نجد هنا يسوع يطلعنا على سرّ جديد من أسرار الملكوت حيث انه يوفي عهده مع الجميع ، فالجميع مدعوون الى ملكوت الله .
* بدأت الملكوت منذ أن بدأ يدعو إليها يوحنا المعمدان " توبوا قد اقترب ملكوت الله و واصل يسوع بعده قائلاً " اطلبوا ملكوت الله و بره أولاً " ، جاء يسوع ليؤسسها على الأرض . فالملكوت يأتي حينما توجه كلمة الله للبشر . فهو يشبه بذرة ألقيت في الأرض ، يجب أن تكبر. و ستنمو الملكوت بقوته الخاصة ، مثل حبــة الحنطــــــة . و سيرتفع العالم بالخميرة الموضوعة في العجين . لقد جاء يسوع ليدعو جميع البشر الى الملكوت ، فهي غير مرتبطة بشعب بعينه ، إنما هي أعطيت للجميع .
** متطلبات الملكوت:
- مت 13 : 3 – 9 : نجد هنا يسوع يُعطى أمثلة للاستجابة لكلمـة الله و دعوة الملكوت . فمن يسمع و يعمل فقط هو من يرث الملكوت .
- مت 13 : 44 – 46 : يسوع هنا يوجهنا الى أن الملكـوت هي أن نطلبها و نبتغيها أولاً ثم نسعى إليها حتى نرثها و نستحقها .
- مت 21 : 28 – 32 : هنا كشف يسوع للجميع رفضهم لدعوة يوحنا المعمدان ، رفضهم لملكوت الله .
- مت 21 : 33 – 44 : يقول لنا يسوع في هذا المثل أن الجميع مدعوون للملكوت ، لكنه يُعطى لمن يستحقه فقط . فهو يُعطى لمن يقبله و يعمل حتى ينمو به بالإيمان و التوبة .
- مت 25 : 13 : يدعونا يسوع لكي نصلي و نستعد دائماً حتى نحيا الملكوت دائماً و الى الأبد .
- مت 25 : 14 – 30 : نجد هنا أن يسوع يدعونا أن نستخدم كل ما أعُطى لنا من الله و نحمله بفرح و توق إليه لكي نحمل أثماره فرحين مسرعين نحوه لنكون مستحقين لهذه الملكوت .
* الملكوت هي عطية الله لنا ، و القيمة التي ينبغي أن نسعى لنحصل عليها . حتى إذا كلفنا الأمر إن نُضحي بكل ما نملك . الملكــــوت هي نعمـة مجانيـة من الله للجميع ، و لابد أن يتجاوب بنو البشر مع هذه النعمة . فعلى من يرغب في الملكوت أن يعمل كما أوصانا يسوع بأن نكون فقراء محتملين بعضنا بعضاً في المحبة ، محتملين كل اضطهاد و عداوة ، مطالبين أن نُكمل إرادة الله فينا . فالبداية تكون مع الولادة الجديدة و علينا أن نكملها بإيمان و إخلاص متممين مشيئة الإله الواحد .
ختاماً أقول أن ملكوت الله حقيقة واضحة بدأت منذ تجسد يسوع المسيح ابن الله الحي ، و هو وحده القـــــــادر أن يُطلعنا عليها . فلقد كشفها للمتواضعين و الصغار ، و ليس لحكماء هذا العالم . لقد كشف يسوع للجميع أسرار الملكوت و دعانا إليها . لكي نرثها دائماً و الى الأبد .
المراجع :
+ الكتاب المقدس ، النسخة المسكونية .
+ معجم اللاهوت الكتابي .
+ التعليم المسيحي الكاثوليكي .
ويحتل موضوع ملكــــوت الله في العهدين " القديـم و الجديـد " مركزاً أساسياً. ويأخذ موضوع الملك البشري في النمو، انطلاقاً من اختبار بني إسرائيل، و يعمل أخيراً على توضيح مُلك يسوع المسيح . و لكن ، في كلا الحالتين ، يطرأ على هذه الإيديولوجية تطهير جذري يجعلها متجانسة مع الوحي بالإله الواحد. ( 1 )
في العهد القديم لا يدخل نظام الملكية ضمن النظم الأساسية لشعب الله ، فالملكية كانت موجودة في كنعان منذ عصر رؤساء الآباء " تكوين 20 " ، و لكن عندما ألقى إسرائيل على إلهه التصور الملكي ، لم يستطيع رؤيته بالشكل البشري " يملك الله على إسرائيل " ( قضاة 8 : 23 ، 1صموئيل 8 : 7 ) بموجب العهد ، و لكن لا يوجد هذا الملك بالصورة البشرية يُجسد حضوره و يظهر وسط شعبه .
و في العهد الجديد ترتكز رسالــة العهـد الجديــد حول موضوع واحد أساسي ألا و هو موضوع ملكوت الله . أما موضوع الملكية الذي يمدّ جذوره في اختبار بني إسرائيل و يقوم أساسه على المواعيد و العهود ، فأنه يساعد على توضيح دور يسوع بصفته المؤسس البشري للملكوت . إلا انه لكي يتخذ مكانه في التدبير الإلهي للخلاص ، فأنه يتجرد من كل سماته الملكية .
العهد القديم :
إن فكـرة يهـوه ( الملك ) لا تظهر منذ بدايــة العهد القديم ، فإله إبراهيم و يعقوب و اسحق ليس له ملامح إلهية ملكية واضحة . إنما هذه الفكرة نجدها بوضوح بعد خروج بني إسرائيل من مصر و استقرارهم في كنعان و نجدها اكثر عند الأنبياء " أن يهوه يملك الى الأبد خر 15 : 18 ( في السماء و على الأرض ، و في الكون الذي خلقه " مز 93 : 1 – 2 " ، انه يملك على كل الأمم ، إلا أن بين هذه الأمم شعباً اختاره يهوه .. انه شعب إسرائيل ، بموجب العهد بينه و بينهم . فهو يظهر بشكل خاص في إسرائيل ، مملكته ، و منه يباركهم و يحميهم ، و يجمعهم كما يجمع الراعي قطيعه .
العهد الجديد : " الملكوت Royaume من خلال الأمثال "
للأمثال مكان كبير في تعاليم يسوع المسيح في العهد الجديد ، فلقد استخدمها كثيراً ليس لتوضيح تعاليمه و إنما لُيبسط للجميع بكافة الأعمار و المستويات و بطريقة غير مباشرة " من هو الله " و يتحدث عنه و عن ملكوته بشكل يوضح به مدى حب الله لنا و غفرانه المستمر لنا . لذلك فالمثل الذي استخدمه المسيح ليس مجرد حوار ، إنما طريقة خاصة للإعلان بطريق مباشر و غير مباشر عن الله ، فهو مثل بسيط يكمن بداخله تعليم لاهوتي .
يقوم المثل بدفع السامع الى التركيز على ذاته و يدفعه كليتاً الى الهدف الذي يخصه و الذي يصبح بدوره هدف وجوده و حياته و هو الهدف الأول و الأخير الذي يسعى إليه في حياته . فالمثل سواء المسموع أو المقروء له قوة جذب خاصة به تجذب الإنسان ليركز فيما يشير إليه المثل بالنسبة له .
يُخصص يسوع لملكوت الله المكان الأول في بشارته ، حيث أن ملكوت الله حقيقة سرية لا يستطيع أن يُطلعنا على طبيعتها إلا يسوع وحده .
** طبيعة الملكوت :
- مت 13 : 24 – 30 : في هذا المثل نجد يسوع يشبه الناس بأنهم مثل الحنطة و الزوان يتركهما الــــزارع ينميان مع بعضهما ثم يفصلهما ، يحرق الزوان و يَخزن الحنطة . هكذا عند انقضاء الدهر سينفصل الأبرار عن الأشرار ، كل منهما بمكان .
- مت 13 : 47 – 50 : هنا نجد يسوع يشبه الملكوت كأنها شبكة مطروحة في البحر تجمع كل الأنواع بداخلها و لكنها عندما تخرج من البحر تفرز و ترمى الأنواع الرديئة منها ، هكذا الملكوت عند انقضاء الدهر ستفرز الناس الأبرار من الأشرار الذين يُلقون في النار .
- مت 22 : 1 – 9 : شبه يسوع هنا الملكوت بملك يدعو الجميع لعرس ابنه و أرسل عبيداً كثيرين يدعون الناس للحضور و لم يأتي أحداً فأرسلهم مرة أخري للطرق لكي يأتوا بكل من يجدوه و لكن كان من بينهم واحداً لم يلبس لباس العرس فألقوه خارجاً لأنه غير مستحق . هكذا ستكون الملكوت للمستحقين فقط .
- مت 25 : 31 – 46 : يقول يسوع هنا أنه عندما يأتي في المجيء الثاني سيكون الأبرار على يمينه دائماً و الأشرار الذين على يساره يُلقون في النار .
- مر 4 : 26 – 29 : هنا نجد يسوع يقول لنا إذا عملنا كل ما علينا فالملكوت تأتى و نكون مستحقين لها و نجدها .
* يدعو القديس متى هذا الملكوت " ملكوت السماوات " ، و يدعوه مرقس " ملكوت الله " ، و تؤدي العبارتان نفس المعنى الواحد . فيسوع في الأمثال يدعو الى ملكوت الله التي تكون للأبرار المختارين الذين يتحملون أي شئ في سبيل دخول الملكـــوت و هم المُستعدين للحياة على يمين يسوع المسيح الذي يضاف اسمه في الأمثال إلى ملكوت الله . لتكون البشارة بالملكوت كاملة بالأيمان بيسوع المسيح ابن الله . **
بدء الملكوت و انتشاره :
- مت 13 : 31 – 32 : هنا يشبه يسوع بأن الملكوت تشبه حبة الخردل بداخلنا ، فحبة الخردل اصغر بذرة لكنها تعطي شجرة كبيرة . هكذا الملكوت تبدأ بداخلنا صغيرة و تكبر كلما اعتنينا بها و أخلصنا لها .
- مت 13 : 33 : هنا يشبه يسوع الملكوت بالخميرة التي تختمر طالما العجين مكتمل و جيد ، هكذا الملكوت تنمو فينا كلما نمونا بها و كبرت بأيماننـا
- مت 20 : 1 – 16 : نجد هنا يسوع يطلعنا على سرّ جديد من أسرار الملكوت حيث انه يوفي عهده مع الجميع ، فالجميع مدعوون الى ملكوت الله .
* بدأت الملكوت منذ أن بدأ يدعو إليها يوحنا المعمدان " توبوا قد اقترب ملكوت الله و واصل يسوع بعده قائلاً " اطلبوا ملكوت الله و بره أولاً " ، جاء يسوع ليؤسسها على الأرض . فالملكوت يأتي حينما توجه كلمة الله للبشر . فهو يشبه بذرة ألقيت في الأرض ، يجب أن تكبر. و ستنمو الملكوت بقوته الخاصة ، مثل حبــة الحنطــــــة . و سيرتفع العالم بالخميرة الموضوعة في العجين . لقد جاء يسوع ليدعو جميع البشر الى الملكوت ، فهي غير مرتبطة بشعب بعينه ، إنما هي أعطيت للجميع .
** متطلبات الملكوت:
- مت 13 : 3 – 9 : نجد هنا يسوع يُعطى أمثلة للاستجابة لكلمـة الله و دعوة الملكوت . فمن يسمع و يعمل فقط هو من يرث الملكوت .
- مت 13 : 44 – 46 : يسوع هنا يوجهنا الى أن الملكـوت هي أن نطلبها و نبتغيها أولاً ثم نسعى إليها حتى نرثها و نستحقها .
- مت 21 : 28 – 32 : هنا كشف يسوع للجميع رفضهم لدعوة يوحنا المعمدان ، رفضهم لملكوت الله .
- مت 21 : 33 – 44 : يقول لنا يسوع في هذا المثل أن الجميع مدعوون للملكوت ، لكنه يُعطى لمن يستحقه فقط . فهو يُعطى لمن يقبله و يعمل حتى ينمو به بالإيمان و التوبة .
- مت 25 : 13 : يدعونا يسوع لكي نصلي و نستعد دائماً حتى نحيا الملكوت دائماً و الى الأبد .
- مت 25 : 14 – 30 : نجد هنا أن يسوع يدعونا أن نستخدم كل ما أعُطى لنا من الله و نحمله بفرح و توق إليه لكي نحمل أثماره فرحين مسرعين نحوه لنكون مستحقين لهذه الملكوت .
* الملكوت هي عطية الله لنا ، و القيمة التي ينبغي أن نسعى لنحصل عليها . حتى إذا كلفنا الأمر إن نُضحي بكل ما نملك . الملكــــوت هي نعمـة مجانيـة من الله للجميع ، و لابد أن يتجاوب بنو البشر مع هذه النعمة . فعلى من يرغب في الملكوت أن يعمل كما أوصانا يسوع بأن نكون فقراء محتملين بعضنا بعضاً في المحبة ، محتملين كل اضطهاد و عداوة ، مطالبين أن نُكمل إرادة الله فينا . فالبداية تكون مع الولادة الجديدة و علينا أن نكملها بإيمان و إخلاص متممين مشيئة الإله الواحد .
ختاماً أقول أن ملكوت الله حقيقة واضحة بدأت منذ تجسد يسوع المسيح ابن الله الحي ، و هو وحده القـــــــادر أن يُطلعنا عليها . فلقد كشفها للمتواضعين و الصغار ، و ليس لحكماء هذا العالم . لقد كشف يسوع للجميع أسرار الملكوت و دعانا إليها . لكي نرثها دائماً و الى الأبد .
المراجع :
+ الكتاب المقدس ، النسخة المسكونية .
+ معجم اللاهوت الكتابي .
+ التعليم المسيحي الكاثوليكي .